دَلَّيتَني بِغُرُورِ وَعْدِكَ في | متلاطمِ منْ حومة ِ الغرقِ |
حتى إِذَا شَمِتَ العَدُوُّ وَقَدْ | شهرَ انتقاصكَ شهرة َ البلقِ |
أنشأتَ تحلفُ أنَّ ودَّكَ لي | صَافٍ، وَحَبْلَكَ غَيْرُ مُنْحَذِقِ |
وحسبتني فقعا بقرقرة ٍ | فوطئتنى وطئاً على حنق |
وَنَصَبْتَني عَلماً عَلَى غَرَضٍ | ترمينيَ الأعداءُ بالحدقِ |
وظننتَ أرضَ اللهِ ضيِّقة ً | عنِّي، وأَرْضُ اللّهِ لَم تَضِقِ |
مِن غَيْرِ ما جُرْمٍ سِوَى ثِقة ٍ | مِنِّي بِوَعْدَكَ، حِينَ قُلْتَ: ثِقِ |
فاجمعْ يديَّ بِهَا إِلَى عُنُقي | نفسي ، بلا منٍّ ولا ملقِ |
وَقَفَ الإِخاءُ عَلَى شَفا جُرُفٍ | هارٍ ، فبعهُ بيعة َ الخلقِ |
فمتَى سأَلْتُكَ حاجَة ً أَبَداً | فاشددْ بها قفلاً على غلقِ |
ثمَّ أرمِ بي في قعرِ مظلمة ٍ | إِنْ عُدْتُ بعدَ اليومِ في الحُمُقِ |
أعفيكَ ممَّا لا تحبُّ ، وما | سدَّتْ عليَّ مذاهبُ الأفقِ |
مَا أَطْوَل الدُّنيا وأَعْرَضَها | وأَدَلَّني بِمسَالِكِ الطُّرُقِ |