أنتزع زمانك من زمني |
ينشطر العمر.. |
تنزف في صدري الأيام |
تصبح طوفانا يغرقني.. |
ينشطر العالم من حولي |
وجه الأيام.. بلا عينين |
رأس التاريخ.. بلا قدمين |
تنقسم الشمس إلى نصفين |
يذوب الضوء وراء الأفق |
تصير الشمس بغير شعاع |
ينقسم الليل إلى لونين |
الأسود يعصر بالألوان |
الأبيض يسقط حتى القاع |
ويقول الناس.. دموع وداع |
أنتزع زمانك من زمني |
تتراجع كل الأشياء.. |
أذكر تاريخا.. جمعنا |
أذكر تاريخا.. فرقنا |
أذكر أحلاما عشناها بين الأحزان |
أتلون بعدك كالأيام |
في الصبح أصير بلون الليل |
في الليل أصير بلا ألوان |
أفقد ذاكرتي رغم الوهم.. |
بأني أحيا.. كالإنسان |
* * * |
ماذا يتبقى من قلبي |
لو وزع يوما.. في جسدين |
ماذا يتبقى من وجه |
ينشطر أمامي.. في وجهين |
نتوحد شوقا في قلب |
يشطرنا البعد إلى قلبين |
نتجمع زمنا في حلم |
والدهر يصر على حلمين |
نتلاقى كالصبح ضياءا |
يشطرنا الليل إلى نصفين |
* * * |
كل الأشياء تفرقنا في زمن الخوف |
نهرب أحيانا في دمنا |
نهرب في حزن يحزننا |
ما زلت أقول.. |
إن الأشجار و إن ذبلت |
في زمن الخوف |
سيعود ربيع يوقظها بين الأطلال |
إن الأنهار وإن جبنت في زن الزيف |
سيجيء زمانا يحييها رغم الأغلال.. |
ما زلت أقول.. |
لو ماتت كل الأشياء |
سيجيء زمان يشعرنا.. أنا أحياء |
وتثور قبور سئمتنا |
وتصيح عليها الأشلاء |
ويموت الخوف.. يموت الزيف.. يموت القهر |
ويسقط كل السفهاء |
لن يبقى سيف الضعفاء |
* * * |
سيموت الخوف وتجمعنا كل الأشياء |
ذراتك تعبر أوطانا |
وتدور و تبحث عن قلبي في كل مكان |
ويعود رمادك.. لرمادي |
يشتعل حريقا يحملنا خلف الأزمان |
وأدور أدور وراء الأفق كأني نار في بركان |
ألقي أيامي بين يديك هموم الرحلة.. و الأحزان |
نلتئم خلايا و خلايا |
نتلاقى نبضا وحنايا |
تتجمع كل الذرات.. |
تصبح أشجارا ونخيلا |
وزمان نقاء يجمعنا |
وسيصرخ صمت الأموات |
تنبت في الأرض خمائر ضوء.. أنهارا |
وحقول أمان.. في الطرقات.. |
نتوحد في الكون ظلالا.. |
نتوحد هديا وظلالا.. |
نتوحد قبحا وجمالا |
نتوحد حسا.. وخيالا |
نتوحد في كل الأشياء.. |
ويموت العالم كي نبقى.. |
نحن الأحياء |