كبرتَ فغيرُك الغِر الغلام صم وغير قناعك الجَعْدُ السُّخامُ | وأمسى ماء وجهك غاض عنه |
فماء شؤونك الفيض السُّجام | وأصبحتِ الظباء مُجانباتٍ |
جنابَك مالها فيه بُغامُ | وقد يأْلفْنَنِي ومعي سهامي |
فما هذا النِّفار ولاسِهام | أأُوحشها وقد نصلتْ نِبالي |
وأُونسها وفي نبلي الحِمام | لياليَ لاتزال لديَّ صرعى |
لرشْقي في مقاتلها احتكام | ألا جاد الحيا تلكم ظِباءً |
تزيِّنها المقاصرُ لا الخيام | عتُقن فهن من قربٍ مِلاحٌ |
ورُقْن فهن من بُعْدِ فِخام | إلى الله الشَّكاة من اللواتي |
مساكنُها الرُّصافة لا الرجام | بحيث تجبح الهدي قذما |
وهاشم الأكارم لا هشام | مريضاتُ الجفونِ لغير داءٍ |
لمن لابسْنَه الداءُ العُقام | سقامُ عيونهن سقامُ قلبي |
وقد يهدي السقام لك السقام | أعاذلتي وحَبْلي قد تداعى |
وللحبل اتصالٌ وانجِذامُ | كأن مناعمِي حُلمٌ تقضَّى |
وأسراري مع الخلل احتلام | كُسيتُ البيضَ أخلاقاً رِماما |
فوصْلُ البيضِ أخلاقاً رِمام | فلا يتشتتنَّ عليك رأيٌ |
فما للبيض والبيضِ التئام | بليتُ سوى المشيب غدا جديدا |
عليَّ الفدُّ منه والتُّؤامُ | وكنتُ كروضة ٍ للعين أضحَتْ |
وما من نورها إلا النَّغام | وعبَّستِ الحِسانُ إلى مَشيبي |
فما لثُغورها برقٌ يُشام | وما يُرجَى من البيض ابتسامٌ |
لمن أمسى لمفرقه ابتسام | كأن محاسني لم تَضْحَ يوما |
وفي لحظاتهنَّ لها اقتسام | كأني لمأر اللمحاتِ نحوي |
وفي اللمحاتِ لثْمٌ والتزام | لئن ودعتُ جهلي غير قولي |
ألا سُقِيتْ معاهدنا القِدامُ | لقد يهتزلي غصنٌ رطيبٌ |
وقد يرتجُّ لي دِعْصٌ ركام | ويسقيني شفاءَ النَّفسِ ثغرٌ |
ويسقيني شِفاء الوجْدِ جام | ويُسمعني رقاة الهمِّ شدْوا |
تغادر كل يومٍ وهو رامُ | سماعٌ إن أردتَ إدامَ عيش |
فذاك من السماع له إدام | عجيبٌ كالحبيب له هناتٌ |
بها يُشفَى الجوى وبها يُهام | بأخضر جادَهُ طلٌّ ووبْلٌ |
وما جرمته بينهما الرِّهام | غوادٍ لاتفرطُ أو سوارٍ |
روائمُ لا يزالُ لها رِزام | فوردتُه وشُقْرتُه احمرارٌ |
وحُمْرتُه وخَضرتُه ادْهِمَامُ | تقسَّمَ أمره شجرٌ وروضٌ |
عليه من زواهره فِدامُ | كساه الغيثُ كِسوتَه فأضحى |
له منها ائتزارٌ واعتمام | يظلُّ وللرِّياح به اصطخاب |
وللعُجْمِ الفصاحِ به اختصام | وللقُضبِ اللِّدان به اعتناقٌ |
وللأنوارِ فيهنَّ التئام | تراهُ إذا تجاوب طائراهُ |
تُجاوِبُ عَثْعِثا فيه زُنامُ | حَمامٌ الأيكِ يُسعِدُه هَزارٌ |
فدى المُكَّاء ذَيْنَكَ والسَّمام | وأخلاطٌ من الغَرداتِ شتَّى |
حواسرُ أو عليهنَّ الكِمام | ألا لا عَيْشَ لي إلا زهيدا |
ودونَ لِثام من أهوى لِثام | وكم نادمتُ راحَ الروحِ فاهُ |
ولكن خانني ذاك الندام | كأني لم أبِتْ أُسقى رُضاباً |
يموتُ به ويحيا المُستهام | تُعلِّلنيه واضحة ُ الثنايا |
كأن لقاءها حولا لِمام | تنفّس كالشَّمولِ ضُحى شمالٍ |
إذا ما فُضَّ عن فمها الخِتام | وتسقيكَ الذي يشفي ويُدوي |
ففي الأحشاء بردٌ واضطرامُ | وقالوا لو أدارَ الراحَ كانت |
له عِوَضا وفارقهُ الهُيامُ | فقلتُ مُدامُ أفواهِ الغواني |
مُدامٌ لا يعادله مُدامُ | عزاؤك عن شباب نالَ منه |
رمانٌ فيه لينٌ واعتزام | فقَبْلكَ قام أقوامٌ قُعودٌ |
لريب الدهر أوقعد القيام | وما يَنفَكُّ يَلْقَى الكُرْهَ فيهِ |
فِئامٌ قد تَقَدَّمَهُ فِئام | إذا أدار على بني حامٍ وسامٍ |
كؤوسا مُرَّة ً حامٌ وسام | نهارٌ شكْلُهُ في اللون سامٌ |
وليلٌ شكلُهُ في اللون حام | وهذا الدهرُ أطوارٌ تراها |
وفيها الشَّهْدُ يُجنى والسِّمام | فأعوام كأن العام يومٌ |
وأيامٌ كأن اليومَ عام | كدأبِ النَّحلِ أرْيٌ أو حُماتٌ |
ودأبِ النخلِ شَوْك أو جُرام | ولاتَجزَعْ فصرفُ الدَّهْرِ كلْمٌ |
وتَعفية ٌ وإن دَمِيَتْ كِلام | سيُسليك الشبيبة َ أرْيَحِيٌّ |
بجودِ يديْه أورقتِ السِّلام | يحُلُّ من المكارم والمعالي |
بحيثُ الرأسُ منها والسَّنام | له ذِكرٌ إليها مُستراحٌ |
وناحية ٌ إليها مُستنام | مُدبِّرُ دولة ٍ وقِوامُ مُلْكِ |
كهِمَّتك المدبر والقِوام | يروقك أو يروعك لابظلم |
كما يتلوَّن السيفُ الحُسام | يضاحك تارة ويكون أخرى |
بحيث تَهُزُّه قصر وهام | فآونة ً لصفحته انبلاجٌ |
وآونة ً لشفرته اصطلام | أخو قلم صروفُ الدهر منه |
ففيه العيشُ والموتُ الزُّؤام | كتابتُه مناقفة ُ العوالي |
وليستْ ما يُرَقِّشه القِلام | ضئيلٌ شأنهُ شأنٌ نبيلٌ |
يَطُوعُ لأمره الجيشُ اللُّهامُ | به تَبْدو الصوارمُ حين تَخفى |
وتَخفى حين تبدو والخِدام | إذا سكناتُ صاحبه أمَّلتْ |
على حركاته سكنَ الأنام | أخو ثقة ٍ إذا الأقلام أضحتْ |
بني حِمَّان عَمَّهُمُ الزكام | أمينٌ في معابيه أمونٌ |
سليمُ الأنفِ ليسَ به زُكام | تمج الفيء والمعروفَ مجا |
وللأقلام حَطْم وانتقام | بكفِّ فتًى له نَفْعٌ وضرٌّ |
وإنعامٌ يُؤمَّلُ وانتقامُ | يُقلِّبهُ برأي لاتجزَّا |
ولايخبو لقدحته ضرام | وزيرٌ للوزير يرى فيُغني |
إذا طرقت مجلِّحة ٌ جُلام | له عزمٌ إذا نفذ ارتياءٌ |
وإمضاءٌ إذا وقع اعتزام | فما لعزيمة ٍ منه انفلالٌ |
ولا لضريمة ٍ منه اقتحام | ولا في عُقدة ٍ منه انحلالٌ |
ولا في عُروة ٍ منه انفصام | متى ما انشامَ في غيبٍ صوابٌ |
ن نعاه ابن الحسين فلا انشيام | يبيت أبو الحسين يرى أموراً |
كبرتَ فغيرُك الغِرُّ الغُلامُ | وغير قناعك الجَعْدُ السُّخامُ |
وأمسى ماء وجهك غاض عنه | فماء شؤونك الفيض السُّجام |
وأصبحتِ الظباء مُجانباتٍ | جنابَك مالها فيه بُغامُ |
وقد يأْلفْنَنِي ومعي سهامي | فما هذا النِّفار ولاسِهام |
أأُوحشها وقد نصلتْ نِبالي | وأُونسها وفي نبلي الحِمام |
لياليَ لاتزال لديَّ صرعى | لرشْقي في مقاتلها احتكام |
ألا جاد الحيا تلكم ظِباءً | تزيِّنها المقاصرُ لا الخيام |
عتُقن فهن من قربٍ مِلاحٌ | ورُقْن فهن من بُعْدِ فِخام |
إلى الله الشَّكاة من اللواتي | مساكنُها الرُّصافة لا الرجام |
بحيث تجبح الهدي قذما | وهاشم الأكارم لا هشام |
مريضاتُ الجفونِ لغير داءٍ | لمن لابسْنَه الداءُ العُقام |
سقامُ عيونهن سقامُ قلبي | وقد يهدي السقام لك السقام |
أعاذلتي وحَبْلي قد تداعى | وللحبل اتصالٌ وانجِذامُ |
كأن مناعمِي حُلمٌ تقضَّى | وأسراري مع الخلل احتلام |
كُسيتُ البيضَ أخلاقاً رِماما | فوصْلُ البيضِ أخلاقٌ رِمام |
فلا يتشتتنَّ عليك رأيٌ | فما للبيض والبيضِ التئام |
بليتُ سوى المشيب غدا جديدا | عليَّ الفدُّ منه والتُّؤامُ |
وكنتُ كروضة ٍ للعين أضحَتْ | وما من نورها إلا النَّغام |
وعبَّستِ الحِسانُ إلى مَشيبي | فما لثُغورها برقٌ يُشام |
وما يُرجَى من البيض ابتسامٌ | لمن أمسى لمفرقه ابتسام |
كأن محاسني لم تَضْحَ يوما | وفي لحظاتهنَّ لها اقتسام |
كأني لمأر اللمحاتِ نحوي | وفي اللمحاتِ لثْمٌ والتزام |
لئن ودعتُ جهلي غير قولي | ألا سُقِيتْ معاهدنا القِدامُ |
لقد يهتزلي غصنٌ رطيبٌ | وقد يرتجُّ لي دِعْصٌ ركام |
ويسقيني شفاءَ النَّفسِ ثغرٌ | ويسقيني شِفاء الوجْدِ جام |
ويُسمعني رقاة الهمِّ شدْوا | تغادر كل يومٍ وهو رامُ |
سماعٌ إن أردتَ إدامَ عيش | فذاك من السماع له إدام |
عجيبٌ كالحبيب له هناتٌ | بها يُشفَى الجوى وبها يُهام |
بأخضر جادَهُ طلٌّ ووبْلٌ | وما جرمته بينهما الرِّهام |
غوادٍ لاتفرطُ أو سوارٍ | روائمُ لا يزالُ لها رِزام |
فوردتُه وشُقْرتُه احمرارٌ | وحُمْرتُه وخَضرتُه ادْهِمَامُ |
تقسَّمَ أمره شجرٌ وروضٌ | عليه من زواهره فِدامُ |
كساه الغيثُ كِسوتَه فأضحى | له منها ائتزارٌ واعتمام |
يظلُّ وللرِّياح به اصطخاب | وللعُجْمِ الفصاحِ به اختصام |
وللقُضبِ اللِّدان به اعتناقٌ | وللأنوارِ فيهنَّ التئام |
تراهُ إذا تجاوب طائراهُ | تُجاوِبُ عَثْعِثا فيه زُنامُ |
حَمامٌ الأيكِ يُسعِدُه هَزارٌ | فدى المُكَّاء ذَيْنَكَ والسَّمام |
وأخلاطٌ من الغَرداتِ شتَّى | حواسرُ أو عليهنَّ الكِمام |
ألا لا عَيْشَ لي إلا زهيدا | ودونَ لِثام من أهوى لِثام |
وكم نادمتُ راحَ الروحِ فاهُ | ولكن خانني ذاك الندام |
كأني لم أبِتْ أُسقى رُضاباً | يموتُ به ويحيا المُستهام |
تُعلِّلنيه واضحة ُ الثنايا | كأن لقاءها حولا لِمام |
تنفّس كالشَّمولِ ضُحى شمالٍ | إذا ما فُضَّ عن فمها الخِتام |
وتسقيكَ الذي يشفي ويُدوي | ففي الأحشاء بردٌ واضطرامُ |
وقالوا لو أدارَ الراحَ كانت | له عِوَضا وفارقهُ الهُيامُ |
فقلتُ مُدامُ أفواهِ الغواني | مُدامٌ لا يعادله مُدامُ |
عزاؤك عن شباب نالَ منه | رمانٌ فيه لينٌ واعتزام |
فقَبْلكَ قام أقوامٌ قُعودٌ | لريب الدهر أوقعد القيام |
وما يَنفَكُّ يَلْقَى الكُرْهَ فيهِ | فِئامٌ قد تَقَدَّمَهُ فِئام |
إذا أدار على بني حامٍ وسامٍ | كؤوسا مُرَّة ً حامٌ وسام |
نهارٌ شكْلُهُ في اللون سامٌ | وليلٌ شكلُهُ في اللون حام |
وهذا الدهرُ أطوارٌ تراها | وفيها الشَّهْدُ يُجنى والسِّمام |
فأعوام كأن العام يومٌ | وأيامٌ كأن اليومَ عام |
كدأبِ النَّحلِ أرْيٌ أو حُماتٌ | ودأبِ النخلِ شَوْك أو جُرام |
ولاتَجزَعْ فصرفُ الدَّهْرِ كلْمٌ | وتَعفية ٌ وإن دَمِيَتْ كِلام |
سيُسليك الشبيبة َ أرْيَحِيٌّ | بجودِ يديْه أورقتِ السِّلام |
يحُلُّ من المكارم والمعالي | بحيثُ الرأسُ منها والسَّنام |
له ذِكرٌ إليها مُستراحٌ | وناحية ٌ إليها مُستنام |
مُدبِّرُ دولة ٍ وقِوامُ مُلْكِ | كهِمَّتك المدبر والقِوام |
يروقك أو يروعك لابظلم | كما يتلوَّن السيفُ الحُسام |
يضاحك تارة ويكون أخرى | بحيث تَهُزُّه قصر وهام |
فآونة ً لصفحته انبلاجٌ | وآونة ً لشفرته اصطلام |
أخو قلم صروفُ الدهر منه | ففيه العيشُ والموتُ الزُّؤام |
كتابتُه مناقفة ُ العوالي | وليستْ ما يُرَقِّشه القِلام |
ضئيلٌ شأنهُ شأنٌ نبيلٌ | يَطُوعُ لأمره الجيشُ اللُّهامُ |
به تَبْدو الصوارمُ حين تَخفى | وتَخفى حين تبدو والخِدام |
إذا سكناتُ صاحبه أمَّلتْ | على حركاته سكنَ الأنام |
أخو ثقة ٍ إذا الأقلام أضحتْ | بني حِمَّان عَمَّهُمُ الزكام |
أمينٌ في معابيه أمونٌ | سليمُ الأنفِ ليسَ به زُكام |
تمج الفيء والمعروفَ مجا | وللأقلام حَطْم وانتقام |
بكفِّ فتًى له نَفْعٌ وضرٌّ | وإنعامٌ يُؤمَّلُ وانتقامُ |
يُقلِّبهُ برأي لاتجزَّا | ولايخبو لقدحته ضرام |
وزيرٌ للوزير يرى فيُغني | إذا طرقت مجلِّحة ٌ جُلام |
له عزمٌ إذا نفذ ارتياءٌ | وإمضاءٌ إذا وقع اعتزام |
فما لعزيمة ٍ منه انفلالٌ | ولا لضريمة ٍ منه اقتحام |
ولا في عُقدة ٍ منه انحلالٌ | ولا في عُروة ٍ منه انفصام |
متى ما انشامَ في غيبٍ صوابٌ | نعاه ابن الحسين فلا انشيام |
يبيت أبو الحسين يرى أموراً | لها في سُدفة ِ الغيب اكتمام |
يراه أبو الحسين وإن تَوارى | كبرتَ فغيرُك الغِرُّ الغُلامُ |
ص وغير قناعك الجَعْدُ السُّخامُ | وأمسى ماء وجهك غاض عنه |
فماء شؤونك الفيض السُّجام | وأصبحتِ الظباء مُجانباتٍ |
جنابَك مالها فيه بُغامُ | وقد يأْلفْنَنِي ومعي سهامي |
فما هذا النِّفار ولاسِهام | أأُوحشها وقد نصلتْ نِبالي |
وأُونسها وفي نبلي الحِمام | لياليَ لاتزال لديَّ صرعى |
لرشْقي في مقاتلها احتكام | ألا جاد الحيا تلكم ظِباءً |
تزيِّنها المقاصرُ لا الخيام | عتُقن فهن من قربٍ مِلاحٌ |
ورُقْن فهن من بُعْدِ فِخام | إلى الله الشَّكاة من اللواتي |
مساكنُها الرُّصافة لا الرجام | بحيث تجبح الهدي قذما |
وهاشم الأكارم لا هشام | مريضاتُ الجفونِ لغير داءٍ |
لمن لابسْنَه الداءُ العُقام | سقامُ عيونهن سقامُ قلبي |
وقد يهدي السقام لك السقام | أعاذلتي وحَبْلي قد تداعى |
وللحبل اتصالٌ وانجِذامُ | كأن مناعمِي حُلمٌ تقضَّى |
وأسراري مع الخلل احتلام | كُسيتُ البيضَ أخلاقاً رِماما |
فوصْلُ البيضِ أخلاقٌ رِمام | فلا يتشتتنَّ عليك رأيٌ |
فما للبيض والبيضِ التئام | بليتُ سوى المشيب غدا جديدا |
عليَّ الفدُّ منه والتُّؤامُ | وكنتُ كروضة ٍ للعين أضحَتْ |
وما من نورها إلا النَّغام | وعبَّستِ الحِسانُ إلى مَشيبي |
فما لثُغورها برقٌ يُشام | وما يُرجَى من البيض ابتسامٌ |
لمن أمسى لمفرقه ابتسام | كأن محاسني لم تَضْحَ يوما |
وفي لحظاتهنَّ لها اقتسام | كأني لمأر اللمحاتِ نحوي |
وفي اللمحاتِ لثْمٌ والتزام | لئن ودعتُ جهلي غير قولي |
ألا سُقِيتْ معاهدنا القِدامُ | لقد يهتزلي غصنٌ رطيبٌ |
وقد يرتجُّ لي دِعْصٌ ركام | ويسقيني شفاءَ النَّفسِ ثغرٌ |
ويسقيني شِفاء الوجْدِ جام | ويُسمعني رقاة الهمِّ شدْوا |
تغادر كل يومٍ وهو رامُ | سماعٌ إن أردتَ إدامَ عيش |
فذاك من السماع له إدام | عجيبٌ كالحبيب له هناتٌ |
بها يُشفَى الجوى وبها يُهام | بأخضر جادَهُ طلٌّ ووبْلٌ |
وما جرمته بينهما الرِّهام | غوادٍ لاتفرطُ أو سوارٍ |
روائمُ لا يزالُ لها رِزام | فوردتُه وشُقْرتُه احمرارٌ |
وحُمْرتُه وخَضرتُه ادْهِمَامُ | تقسَّمَ أمره شجرٌ وروضٌ |
عليه من زواهره فِدامُ | كساه الغيثُ كِسوتَه فأضحى |
له منها ائتزارٌ واعتمام | يظلُّ وللرِّياح به اصطخاب |
وللعُجْمِ الفصاحِ به اختصام | وللقُضبِ اللِّدان به اعتناقٌ |
وللأنوارِ فيهنَّ التئام | تراهُ إذا تجاوب طائراهُ |
تُجاوِبُ عَثْعِثا فيه زُنامُ | حَمامٌ الأيكِ يُسعِدُه هَزارٌ |
فدى المُكَّاء ذَيْنَكَ والسَّمام | وأخلاطٌ من الغَرداتِ شتَّى |
حواسرُ أو عليهنَّ الكِمام | ألا لا عَيْشَ لي إلا زهيدا |
ودونَ لِثام من أهوى لِثام | وكم نادمتُ راحَ الروحِ فاهُ |
ولكن خانني ذاك الندام | كأني لم أبِتْ أُسقى رُضاباً |
يموتُ به ويحيا المُستهام | تُعلِّلنيه واضحة ُ الثنايا |
كأن لقاءها حولا لِمام | تنفّس كالشَّمولِ ضُحى شمالٍ |
إذا ما فُضَّ عن فمها الخِتام | وتسقيكَ الذي يشفي ويُدوي |
ففي الأحشاء بردٌ واضطرامُ | وقالوا لو أدارَ الراحَ كانت |
له عِوَضا وفارقهُ الهُيامُ | فقلتُ مُدامُ أفواهِ الغواني |
مُدامٌ لا يعادله مُدامُ | عزاؤك عن شباب نالَ منه |
رمانٌ فيه لينٌ واعتزام | فقَبْلكَ قام أقوامٌ قُعودٌ |
لريب الدهر أوقعد القيام | وما يَنفَكُّ يَلْقَى الكُرْهَ فيهِ |
فِئامٌ قد تَقَدَّمَهُ فِئام | إذا أدار على بني حامٍ وسامٍ |
كؤوسا مُرَّة ً حامٌ وسام | نهارٌ شكْلُهُ في اللون سامٌ |
وليلٌ شكلُهُ في اللون حام | وهذا الدهرُ أطوارٌ تراها |
وفيها الشَّهْدُ يُجنى والسِّمام | فأعوام كأن العام يومٌ |
وأيامٌ كأن اليومَ عام | كدأبِ النَّحلِ أرْيٌ أو حُماتٌ |
ودأبِ النخلِ شَوْك أو جُرام | ولاتَجزَعْ فصرفُ الدَّهْرِ كلْمٌ |
وتَعفية ٌ وإن دَمِيَتْ كِلام | سيُسليك الشبيبة َ أرْيَحِيٌّ |
بجودِ يديْه أورقتِ السِّلام | يحُلُّ من المكارم والمعالي |
بحيثُ الرأسُ منها والسَّنام | له ذِكرٌ إليها مُستراحٌ |
وناحية ٌ إليها مُستنام | مُدبِّرُ دولة ٍ وقِوامُ مُلْكِ |
كهِمَّتك المدبر والقِوام | يروقك أو يروعك لابظلم |
كما يتلوَّن السيفُ الحُسام | يضاحك تارة ويكون أخرى |
بحيث تَهُزُّه قصر وهام | فآونة ً لصفحته انبلاجٌ |
وآونة ً لشفرته اصطلام | أخو قلم صروفُ الدهر منه |
ففيه العيشُ والموتُ الزُّؤام | كتابتُه مناقفة ُ العوالي |
وليستْ ما يُرَقِّشه القِلام | ضئيلٌ شأنهُ شأنٌ نبيلٌ |
يَطُوعُ لأمره الجيشُ اللُّهامُ | به تَبْدو الصوارمُ حين تَخفى |
وتَخفى حين تبدو والخِدام | إذا سكناتُ صاحبه أمَّلتْ |
على حركاته سكنَ الأنام | أخو ثقة ٍ إذا الأقلام أضحتْ |
بني حِمَّان عَمَّهُمُ الزكام | أمينٌ في معابيه أمونٌ |
سليمُ الأنفِ ليسَ به زُكام | تمج الفيء والمعروفَ مجا |
وللأقلام حَطْم وانتقام | بكفِّ فتًى له نَفْعٌ وضرٌّ |
وإنعامٌ يُؤمَّلُ وانتقامُ | يُقلِّبهُ برأي لاتجزَّا |
ولايخبو لقدحته ضرام | وزيرٌ للوزير يرى فيُغني |
إذا طرقت مجلِّحة ٌ جُلام | له عزمٌ إذا نفذ ارتياءٌ |
وإمضاءٌ إذا وقع اعتزام | فما لعزيمة ٍ منه انفلالٌ |
ولا لضريمة ٍ منه اقتحام | ولا في عُقدة ٍ منه انحلالٌ |
ولا في عُروة ٍ منه انفصام | متى ما انشامَ في غيبٍ صوابٌ |
نعاه ابن الحسين فلا انشيام | يبيت أبو الحسين يرى أموراً |
لها في سُدفة ِ الغيب اكتمام | يراه أبو الحسين وإن تَوارى |
بعين لا تَكِلُّ ولاتنام | ولولا حَمْلهُ الأثقالَأضحت |
ظُهورُ معاشرٍ ولها انحطام | ولكنْ قدْ تَحمَّلها ضليعٌ |
له في الخَطْبِ حَزمٌ واحتزام | محمدٌ بنُ أحمد بن يحيى |
لأنفِ عدو نعمتِه الرُّغام | وغرس الأصبغي كفاكَ غرسا |
إذا غُرِسَ الهشيمُ أو الحُطام | تخيَّره الوزيرُ وزيرَ صدقٍ |
وللوزراء خبطٌ واعتيام | فرأفتُه بنا فوق التمنِّي |
إذا كثُر التغطرسُ والعُرام | ونائلهُ لنا فلنا اقتراعٌ |
على نفحاتِه ولنا استهام | ولاعاتٍ يصولُ على ضعيفٍ |
صِيالَ الفيل هاج به اغتلام | نُساسُ ولانُجاس وكم عداءٍ |
غدا لمآثم منه النَّدام | وقد نُحدَى كما تُحدَى المطايا |
وقد نُرعَى كما تُرعى البِهام | فتى ضامتْ يداهُ الدهرَ حتى |
تعزَّ به المضيمُ فما يُضام | يزيدُك كلَّما أغليتَ حمدا |
به رِبحا وفيه لك انهضامُ | كذا أخلاقُ مُبتاعي المعالي |
ترفَّعُ كلما رُفِعَ استيام | يجودُ فجودُهُ كرمٌ ودِينٌ |
بعضُ الجودِ بذخٌ أو وئام | تناهبَ مالهُ شرقٌ وغربٌ |
ولمَّا يُعفِه يمنٌ وشام | فأصبحَ والثناءُ عليه فرضٌ |
على هذا الورى حتْمٌ لِزام | جديرا أن يحوزَ الحمدَ عفواً |
إذا ماعزَّ من حَمْدٍ مَرام | بمالٍ لا يُشدُّ عليه عقْدٌ |
وجاهٍ لا يُحَلُّ له حِزام | أقامهما لملتمسٍ جَداهُ |
كريمٌ للكرامِ به ائتمام | تقاسَمَ وجهُهُ ويداه منه |
محاسنَ لا يُعفِّيها القتام | فأقسامُ المكارمِ في يديْهِ |
وللوجهِ الوضاءة ُ والقسامُ | فليستْ تُشرقُ الآفاقُ إلا |
إذا طلعتْ محاسنه الوِسام | رأى الضّلِّيلُ قَصدَ هُداهُ فيه |
وأسهبَ في ممادحه العبام | مكارمُهُ إذا ذُكرتْ جِبالٌ |
وكم قومٍ مكارمُهم رِضام | تعوَّدتِ المحامدَ والعطايا |
أناملُ منه نائلها انسجام | فليس لها عن الحمدِ انفراجٌ |
وليس لها على المالِ انضمام | لبدْأتِهِ حيا ومتى عَرَضْنا |
لعودته فليس لها جهام | يُبادِرُ أن يَصِلَّ المالُ حتى |
كأنَّ المالَ يملكه لحام | وليس يصِلُّ صفْوُ التبرِ لكن |
له في ماله حدٌّ هُذام | وليس أمام نائله عُبوسٌ |
وليس وراءه منه نَدام | يُساقِطُهُ النَّدى حتى تراهُ |
وليس لجانبٍ منه ادِّعام | ويُمسكهُ الحجا حتى تراه |
ومافي جانبٍ منه انثلام | لذلك لاتزالُ له عطايا |
لهُنَّ على مؤمِّله ازدحام | كما ليستْ تزال له دواة ً |
لداهٍ في مَهالكها ارتطام | وبادي الجهل جَاوَدَهُ فقلنا |
متى استعلى على النخلِ البشام | وساهِي العقلِ ناجَدَهُ فقلنا |
متى أربى على النبعِ الثُّمام | أما وأبي الحُسينِ فداهُ قومٌ |
لهُمْ نِعَمٌ وأكثرهُمْ نعام | لموَّلني إلى أن قال أهلي |
أأحلامٌ يُخيِّلُها منام | وقومني إلى أن قام عُودي |
فما في متنهِ أودٌ يُقام | برأْيٍ لستُ أبرحُ منه أضحى |
وجودٍ لا أزالُ له أُغام | نفتْ جَهلي نُهاه وشيَّبتني |
لُهاه فها أنا الكَهْلُ الغُلام | فدته النفسُ من بان كريم |
مبانيه المكارمُ لا الرُّخام | بني لي همتِي حتى تعالتْ |
وكانت مرَّة ً وهي اهتمام | أسائلتي حججت البيت إني |
حججتُ فتى المُروءة ِ يا أدام | حججت أبا الحسين وكان حجي |
إليه لا يُذم ولا يُذام | أُقبّلُ كفُّهُ وأعلُّ منها |
نَدًى يُشْفى به مني الأُوام | فلي من بطن راحته ارتِواء |
ولي في ظهر راحته استلام | ظللتُ بمأمنٍ منه حريزٍ |
يخيل أنه البيت الحرام | وزمزمُ والحطيم لديَّ منه |
هنالك والمشاعرُ والمقام | مقامٌ تُنْشدُ الأمداحُ تَتْرى |
ويُرْعى الحقُّ فيه والذِّمام | وكم نِضْوٍ أناخ بها إليه |
تضيَّفُها المجادب والسآم | أتَتْهُ تَجوبُ عرضَ الأرضِ جَوْباً |
إليه لها خبيبٌ وارتئام | إذا قطعتْ من المَوماة ِ مَرْتاً |
من الأمرات ليس به عِلام | وللْيَعْفورِ في الكَزِّ انغماسٌ |
وللحِرباء في الضِّحِّ اصْطخام | تطايرَ عن مناسِمِها حصاهُ |
وسافرَ عن مشافرها اللُّغام | على ثقة ٍ بأنْ سترى وترعى |
ربيعاً للطَّليح به مَسام | وأن ستفيء تامكة الأعالي |
كأن سنامها الرعِنُ الخُشام | فوافتْ لا ربيعَ الحولِ لكن |
ربيعَ الدهرِ ليس له انصرام | مرادُ معيشة ٍ ومعانُ علم |
يدُلُّ على فضيلتِه الزِّحام | معانٌ في مواردِهِ شِفاءٌ |
لمن أضحى لعلته احتدام | له العفواتُ من شِعري بعُرْفٍ |
إلى العفواتِ منه والجِمام | أخٌ كم باتَ ضيْفي في قِراه |
قريرَ العينِ ليس به اعتِمام | وقد أجْممتُهُ زمناً وأنَّى |
وليس يُفارقُ البحرَ الجمام | وحُقَّ عليّ إهداءُ اعتذارٍ |
وإنْ لم يُهدَ لي منه اتِّهام | إليك أبا الحسين أقودُ قولاً |
له من حبلك الألوى خطام | شهدتُ لقد منحتُكَ صفو ودي |
ولا لومٌ عليَّ ولا أثامُ | وما قصَّرتُ في التأميلِ كلا |
ولا أمسيتَ عن حقي تنامُ | جعلتُكَ قبلة الآمال مني |
فهنَّ مُصلياتٌ لاصيام | وكيف تصومُ آمالٌ غِراثٌ |
ونائلُك الهنيء لها طعام | طعامٌ لا وخامة َ فيه تُخشى |
وفي المعروف أطعمة ٌ وِخام | وكنتُ إذا أنختُ إليك عيسى |
وآمالي غراثُ أو عِيام | أنختُ بحيث تبيضُّ الأيادي |
وتسودُّ المطابخُ والبِرام | خلا أني أهابُكَ لا لسوء |
كما تتهَّيبُ البحرَ الهيام | ويملكني حيائي حين تُربي |
على شكري دسائِعُك الضِّخام | ألم تر أننا لما التقينا |
فغنَّتني صنائعُك الجسام | رأيتُ الشكر قد ضعفت قواه |
فشمر للفرار ولا يُلام | وكنتَ الغالب المنصور جندا |
إذا لاقى تذمُّمك الذمام | وما تنفك تغلبُ كل شكرٍ |
بعُرفٍ ما لعُروته انفصام | وذاك بأن أبيح فليس يُحمى |
وليس بأن أعزَّ فما يُرام | وكنتُ إذا نوى المحسانُ ظعنا |
عن الحسنى فنيتك المُقام | فإن راثَ اللفاءُ فلا تلمني |
فإن تخلُّفي عنك انهزامُ | ووكدُك طرد زَوْرك بالعطايا |
كذلك يطردُ الزَوْر الكرامُ | وكم تبعَ المولِّي منك سيبٌ |
فلم يُقدرَ له منه انعصامُ | غمامٌ جدَّ في آثارِ سارٍ |
أغدَّ سُرى فأدركه الغمام | وهل ينجو من الركبان ناجٍ |
وطالبُهُ الغمامُ أو الظلام | شكوتُ نداك لا أن قلَّ لكن |
لأن كثرتْ أياديه العظام | وأني قد بعلتُ به فأضحى |
كأن مغانمي منه غرام | كما يشكو امرؤ طغيانَ سيلٍ |
تساوى الوهدُ فيه والأكام | وما أشكوه منك إلى رحيم |
وشكري في ذَراهُ مستضام | وما لمْ تهتضم شكري بطولٍ |
فليس ينالني منك اهتضام | ولستَ بمُعتبي من بدء عرفٍ |
بغير العود ماسجَعَ الحمام | فعاودْ كيف شئت فلست أشكو |
وهل يشكو الندى إلا اللئام | ومامعروفك الممدود عني |
بمنقطع إذا انقطع الكلام | خدعتُك وانخداعك لي خليقٌ |
على الله الزيادة ُ والتمام | وقلتُ كأنني يوم بسيلٍ |
لأعلاه وأسفله التطام | ولم أبْرمْ بعرفك غير أني |
برمتُ بحملِ شكرك والسلام | وكم أنطقتني بلُهى توالت |
وما صمتي وللقول انتظامُ | وكم أسكتَّني بلهى تغالت |
وما نُطقي وللبحر التطامُ | وما ينفكُّ يلحمنا ويجري |
ندًى لك لا ينهنهه لجامُ | يُبر فنستكينُ وغيرُ نكرٍ |
إذا شُبَّ الجلادُ خبا اللِّطام | وما أعطيتَ إلا ارتاشَ حر |
وأطرق والحياءُ له كِعام | تسدُّ فُقورنا وتغضُّ منا |
فنستعفي هناك ونُستذام | ونلقى منك محتقر الهاهُ |
وحول أخسِّها قدرا يُحام | بنًى لاحاتمٌ كان ابتناها |
ولا أوسٌ وحارثة ولام | ولكن كسرويٌّ ذو فعالٍ |
له بدءٌ وليس له اختتام | فيا عجبي أأستحيي لعجزي |
وفيك لأن تسامحني اغتنام | تحب الشكر لا ما كدَّ حرا |
بل المجرى يُعاقبه المصام | متى ناقشتَ ذا شكرٍ حسابا |
فيدْخلُني من العجز احتشام | ألستَ المرءَ يكرمُ في حياء |
كأن صنيعك الحسنَ اجترام | ويكتمُ عُرفهُ فيفوحُ منه |
وليس لساطع المسكِ اكتتام | ونبخس شكره فله اغتفارٌ |
ونظلمُ ماله فله اظطلام | بلى فسقاكَ ربكَ حيثُ تُسقى |
جحاجحة ُ المروءِة ِ لا الطَّغامُ | فقد يُسقى الرجالُ وهم رسومٌ |
وقد يُرعى الرجالُ وهم سوامُ | غدا الساعون خلفك في المعالي |
كمثلِ الصفّ يقدمهُ الإمام | وسامني الزمانُ رجالَ مجدٍ |
فكنتَ نصيّتي فما أُسام | أهلَّة ُ أسعُدٍ ونجومُ يمُن |
ولكن بذَّها قمرٌ تمام | ومن يخترك لا يُحمد وأنَّى |
وقد هَدى توسُّمه الوسام | وليس وإن عداهُ الحمدُ ممنه كبرتَ فغيرُك الغِرُّ الغُلامُ |
وغير قناعك الجَعْدُ السُّخامُ | وأمسى ماء وجهك غاض عنه |
فماء شؤونك الفيض السُّجام | وأصبحتِ الظباء مُجانباتٍ |
جنابَك مالها فيه بُغامُ | وقد يأْلفْنَنِي ومعي سهامي |
فما هذا النِّفار ولاسِهام | أأُوحشها وقد نصلتْ نِبالي |
وأُونسها وفي نبلي الحِمام | لياليَ لاتزال لديَّ صرعى |
لرشْقي في مقاتلها احتكام | ألا جاد الحيا تلكم ظِباءً |
تزيِّنها المقاصرُ لا الخيام | عتُقن فهن من قربٍ مِلاحٌ |
ورُقْن فهن من بُعْدِ فِخام | إلى الله الشَّكاة من اللواتي |
مساكنُها الرُّصافة لا الرجام | بحيث تجبح الهدي قذما |
وهاشم الأكارم لا هشام | مريضاتُ الجفونِ لغير داءٍ |
لمن لابسْنَه الداءُ العُقام | سقامُ عيونهن سقامُ قلبي |
وقد يهدي السقام لك السقام | أعاذلتي وحَبْلي قد تداعى |
وللحبل اتصالٌ وانجِذامُ | كأن مناعمِي حُلمٌ تقضَّى |
وأسراري مع الخلل احتلام | كُسيتُ البيضَ أخلاقاً رِماما |
فوصْلُ البيضِ أخلاقٌ رِمام | فلا يتشتتنَّ عليك رأيٌ |
فما للبيض والبيضِ التئام | بليتُ سوى المشيب غدا جديدا |
عليَّ الفدُّ منه والتُّؤامُ | وكنتُ كروضة ٍ للعين أضحَتْ |
وما من نورها إلا النَّغام | وعبَّستِ الحِسانُ إلى مَشيبي |
فما لثُغورها برقٌ يُشام | وما يُرجَى من البيض ابتسامٌ |
لمن أمسى لمفرقه ابتسام | كأن محاسني لم تَضْحَ يوما |
وفي لحظاتهنَّ لها اقتسام | كأني لمأر اللمحاتِ نحوي |
وفي اللمحاتِ لثْمٌ والتزام | لئن ودعتُ جهلي غير قولي |
ألا سُقِيتْ معاهدنا القِدامُ | لقد يهتزلي غصنٌ رطيبٌ |
وقد يرتجُّ لي دِعْصٌ ركام | ويسقيني شفاءَ النَّفسِ ثغرٌ |
ويسقيني شِفاء الوجْدِ جام | ويُسمعني رقاة الهمِّ شدْوا |
تغادر كل يومٍ وهو رامُ | سماعٌ إن أردتَ إدامَ عيش |
فذاك من السماع له إدام | عجيبٌ كالحبيب له هناتٌ |
بها يُشفَى الجوى وبها يُهام | بأخضر جادَهُ طلٌّ ووبْلٌ |
وما جرمته بينهما الرِّهام | غوادٍ لاتفرطُ أو سوارٍ |
روائمُ لا يزالُ لها رِزام | فوردتُه وشُقْرتُه احمرارٌ |
وحُمْرتُه وخَضرتُه ادْهِمَامُ | تقسَّمَ أمره شجرٌ وروضٌ |
عليه من زواهره فِدامُ | كساه الغيثُ كِسوتَه فأضحى |
له منها ائتزارٌ واعتمام | يظلُّ وللرِّياح به اصطخاب |
وللعُجْمِ الفصاحِ به اختصام | وللقُضبِ اللِّدان به اعتناقٌ |
وللأنوارِ فيهنَّ التئام | تراهُ إذا تجاوب طائراهُ |
تُجاوِبُ عَثْعِثا فيه زُنامُ | حَمامٌ الأيكِ يُسعِدُه هَزارٌ |
فدى المُكَّاء ذَيْنَكَ والسَّمام | وأخلاطٌ من الغَرداتِ شتَّى |
حواسرُ أو عليهنَّ الكِمام | ألا لا عَيْشَ لي إلا زهيدا |
ودونَ لِثام من أهوى لِثام | وكم نادمتُ راحَ الروحِ فاهُ |
ولكن خانني ذاك الندام | كأني لم أبِتْ أُسقى رُضاباً |
يموتُ به ويحيا المُستهام | تُعلِّلنيه واضحة ُ الثنايا |
كأن لقاءها حولا لِمام | تنفّس كالشَّمولِ ضُحى شمالٍ |
إذا ما فُضَّ عن فمها الخِتام | وتسقيكَ الذي يشفي ويُدوي |
ففي الأحشاء بردٌ واضطرامُ | وقالوا لو أدارَ الراحَ كانت |
له عِوَضا وفارقهُ الهُيامُ | فقلتُ مُدامُ أفواهِ الغواني |
مُدامٌ لا يعادله مُدامُ | عزاؤك عن شباب نالَ منه |
رمانٌ فيه لينٌ واعتزام | فقَبْلكَ قام أقوامٌ قُعودٌ |
لريب الدهر أوقعد القيام | وما يَنفَكُّ يَلْقَى الكُرْهَ فيهِ |
فِئامٌ قد تَقَدَّمَهُ فِئام | إذا أدار على بني حامٍ وسامٍ |
كؤوسا مُرَّة ً حامٌ وسام | نهارٌ شكْلُهُ في اللون سامٌ |
وليلٌ شكلُهُ في اللون حام | وهذا الدهرُ أطوارٌ تراها |
وفيها الشَّهْدُ يُجنى والسِّمام | فأعوام كأن العام يومٌ |
وأيامٌ كأن اليومَ عام | كدأبِ النَّحلِ أرْيٌ أو حُماتٌ |
ودأبِ النخلِ شَوْك أو جُرام | ولاتَجزَعْ فصرفُ الدَّهْرِ كلْمٌ |
وتَعفية ٌ وإن دَمِيَتْ كِلام | سيُسليك الشبيبة َ أرْيَحِيٌّ |
بجودِ يديْه أورقتِ السِّلام | يحُلُّ من المكارم والمعالي |
بحيثُ الرأسُ منها والسَّنام | له ذِكرٌ إليها مُستراحٌ |
وناحية ٌ إليها مُستنام | مُدبِّرُ دولة ٍ وقِوامُ مُلْكِ |
كهِمَّتك المدبر والقِوام | يروقك أو يروعك لابظلم |
كما يتلوَّن السيفُ الحُسام | يضاحك تارة ويكون أخرى |
بحيث تَهُزُّه قصر وهام | فآونة ً لصفحته انبلاجٌ |
وآونة ً لشفرته اصطلام | أخو قلم صروفُ الدهر منه |
ففيه العيشُ والموتُ الزُّؤام | كتابتُه مناقفة ُ العوالي |
وليستْ ما يُرَقِّشه القِلام | ضئيلٌ شأنهُ شأنٌ نبيلٌ |
يَطُوعُ لأمره الجيشُ اللُّهامُ | به تَبْدو الصوارمُ حين تَخفى |
وتَخفى حين تبدو والخِدام | إذا سكناتُ صاحبه أمَّلتْ |
على حركاته سكنَ الأنام | أخو ثقة ٍ إذا الأقلام أضحتْ |
بني حِمَّان عَمَّهُمُ الزكام | أمينٌ في معابيه أمونٌ |
سليمُ الأنفِ ليسَ به زُكام | تمج الفيء والمعروفَ مجا |
وللأقلام حَطْم وانتقام | بكفِّ فتًى له نَفْعٌ وضرٌّ |
وإنعامٌ يُؤمَّلُ وانتقامُ | يُقلِّبهُ برأي لاتجزَّا |
ولايخبو لقدحته ضرام | وزيرٌ للوزير يرى فيُغني |
إذا طرقت مجلِّحة ٌ جُلام | له عزمٌ إذا نفذ ارتياءٌ |
وإمضاءٌ إذا وقع اعتزام | فما لعزيمة ٍ منه انفلالٌ |
ولا لضريمة ٍ منه اقتحام | ولا في عُقدة ٍ منه انحلالٌ |
ولا في عُروة ٍ منه انفصام | متى ما انشامَ في غيبٍ صوابٌ |
نعاه ابن الحسين فلا انشيام | يبيت أبو الحسين يرى أموراً |
لها في سُدفة ِ الغيب اكتمام | يراه أبو الحسين وإن تَوارى |
بعين لا تَكِلُّ ولاتنام | ولولا حَمْلهُ الأثقالَأضحت |
ظُهورُ معاشرٍ ولها انحطام | ولكنْ قدْ تَحمَّلها ضليعٌ |
له في الخَطْبِ حَزمٌ واحتزام | محمدٌ بنُ أحمد بن يحيى |
لأنفِ عدو نعمتِه الرُّغام | وغرس الأصبغي كفاكَ غرسا |
إذا غُرِسَ الهشيمُ أو الحُطام | تخيَّره الوزيرُ وزيرَ صدقٍ |
وللوزراء خبطٌ واعتيام | فرأفتُه بنا فوق التمنِّي |
إذا كثُر التغطرسُ والعُرام | ونائلهُ لنا فلنا اقتراعٌ |
على نفحاتِه ولنا استهام | ولاعاتٍ يصولُ على ضعيفٍ |
صِيالَ الفيل هاج به اغتلام | نُساسُ ولانُجاس وكم عداءٍ |
غدا لمآثم منه النَّدام | وقد نُحدَى كما تُحدَى المطايا |
وقد نُرعَى كما تُرعى البِهام | فتى ضامتْ يداهُ الدهرَ حتى |
تعزَّ به المضيمُ فما يُضام | يزيدُك كلَّما أغليتَ حمدا |
به رِبحا وفيه لك انهضامُ | كذا أخلاقُ مُبتاعي المعالي |
ترفَّعُ كلما رُفِعَ استيام | يجودُ فجودُهُ كرمٌ ودِينٌ |
بعضُ الجودِ بذخٌ أو وئام | تناهبَ مالهُ شرقٌ وغربٌ |
ولمَّا يُعفِه يمنٌ وشام | فأصبحَ والثناءُ عليه فرضٌ |
على هذا الورى حتْمٌ لِزام | جديرا أن يحوزَ الحمدَ عفواً |
إذا ماعزَّ من حَمْدٍ مَرام | بمالٍ لا يُشدُّ عليه عقْدٌ |
وجاهٍ لا يُحَلُّ له حِزام | أقامهما لملتمسٍ جَداهُ |
كريمٌ للكرامِ به ائتمام | تقاسَمَ وجهُهُ ويداه منه |
محاسنَ لا يُعفِّيها القتام | فأقسامُ المكارمِ في يديْهِ |
وللوجهِ الوضاءة ُ والقسامُ | فليستْ تُشرقُ الآفاقُ إلا |
إذا طلعتْ محاسنه الوِسام | رأى الضّلِّيلُ قَصدَ هُداهُ فيه |
وأسهبَ في ممادحه العبام | مكارمُهُ إذا ذُكرتْ جِبالٌ |
وكم قومٍ مكارمُهم رِضام | تعوَّدتِ المحامدَ والعطايا |
أناملُ منه نائلها انسجام | فليس لها عن الحمدِ انفراجٌ |
وليس لها على المالِ انضمام | لبدْأتِهِ حيا ومتى عَرَضْنا |
لعودته فليس لها جهام | يُبادِرُ أن يَصِلَّ المالُ حتى |
كأنَّ المالَ يملكله لحام | وليس يصِلُّ صفْوُ التبرِ لكن |
له في ماله حدٌّ هُذام | وليس أمام نائله عُبوسٌ |
وليس وراءه منه نَدام | يُساقِطُهُ النَّدى حتى تراهُ |
وليس لجانبٍ منه ادِّعام | ويُمسكهُ الحجا حتى تراه |
ومافي جانبٍ منه انثلام | لذلك لاتزالُ له عطايا |
لهُنَّ على مؤمِّله ازدحام | كما ليستْ تزال له دواة ً |
لداهٍ في مَهالكها ارتطام | وبادي الجهل جَاوَدَهُ فقلنا |
متى استعلى على النخلِ البشام | وساهِي العقلِ ناجَدَهُ فقلنا |
متى أربى على النبعِ الثُّمام | أما وأبي الحُسينِ فداهُ قومٌ |
لهُمْ نِعَمٌ وأكثرهُمْ نعام | لموَّلني إلى أن قال أهلي |
أأحلامٌ يُخيِّلُها منام | وقومني إلى أن قام عُودي |
فما في متنهِ أودٌ يُقام | برأْيٍ لستُ أبرحُ منه أضحى |
وجودٍ لا أزالُ له أُغام | نفتْ جَهلي نُهاه وشيَّبتني |
لُهاه فها أنا الكَهْلُ الغُلام | فدته النفسُ من بان كريم |
مبانيه المكارمُ لا الرُّخام | بني لي همتِي حتى تعالتْ |
وكانت مرَّة ً وهي اهتمام | أسائلتي حججت البيت إني |
حججتُ فتى المُروءة ِ يا أدام | حججت أبا الحسين وكان حجي |
إليه لا يُذم ولا يُذام | أُقبّلُ كفُّهُ وأعلُّ منها |
نَدًى يُشْفى به مني الأُوام | فلي من بطن راحته ارتِواء |
ولي في ظهر راحته استلام | ظللتُ بمأمنٍ منه حريزٍ |
يخيل أنه البيت الحرام | وزمزمُ والحطيم لديَّ منه |
هنالك والمشاعرُ والمقام | مقامٌ تُنْشدُ الأمداحُ تَتْرى |
ويُرْعى الحقُّ فيه والذِّمام | وكم نِضْوٍ أناخ بها إليه |
تضيَّفُها المجادب والسآم | أتَتْهُ تَجوبُ عرضَ الأرضِ جَوْباً |
إليه لها خبيبٌ وارتئام | إذا قطعتْ من المَوماة ِ مَرْتاً |
من الأمرات ليس به عِلام | وللْيَعْفورِ في الكَزِّ انغماسٌ |
وللحِرباء في الضِّحِّ اصْطخام | تطايرَ عن مناسِمِها حصاهُ |
وسافرَ عن مشافرها اللُّغام | على ثقة ٍ بأنْ سترى وترعى |
ربيعاً للطَّليح به مَسام | وأن ستفيء تامكة الأعالي |
كأن سنامها الرعِنُ الخُشام | فوافتْ لا ربيعَ الحولِ لكن |
ربيعَ الدهرِ ليس له انصرام | مرادُ معيشة ٍ ومعانُ علم |
يدُلُّ على فضيلتِه الزِّحام | معانٌ في مواردِهِ شِفاءٌ |
لمن أضحى لعلته احتدام | له العفواتُ من شِعري بعُرْفٍ |
إلى العفواتِ منه والجِمام | أخٌ كم باتَ ضيْفي في قِراه |
قريرَ العينِ ليس به اعتِمام | وقد أجْممتُهُ زمناً وأنَّى |
وليس يُفارقُ البحرَ الجمام | وحُقَّ عليّ إهداءُ اعتذارٍ |
وإنْ لم يُهدَ لي منه اتِّهام | إليك أبا الحسين أقودُ قولاً |
له من حبلك الألوى خطام | شهدتُ لقد منحتُكَ صفو ودي |
ولا لومٌ عليَّ ولا أثامُ | وما قصَّرتُ في التأميلِ كلا |
ولا أمسيتَ عن حقي تنامُ | جعلتُكَ قبلة الآمال مني |
فهنَّ مُصلياتٌ لاصيام | وكيف تصومُ آمالٌ غِراثٌ |
ونائلُك الهنيء لها طعام | طعامٌ لا وخامة َ فيه تُخشى |
وفي المعروف أطعمة ٌ وِخام | وكنتُ إذا أنختُ إليك عيسى |
وآمالي غراثُ أو عِيام | أنختُ بحيث تبيضُّ الأيادي |
وتسودُّ المطابخُ والبِرام | خلا أني أهابُكَ لا لسوء |
كما تتهَّيبُ البحرَ الهيام | ويملكني حيائي حين تُربي |
على شكري دسائِعُك الضِّخام | ألم تر أننا لما التقينا |
فغنَّتني صنائعُك الجسام | رأيتُ الشكر قد ضعفت قواه |
فشمر للفرار ولا يُلام | وكنتَ الغالب المنصور جندا |
إذا لاقى تذمُّمك الذمام | وما تنفك تغلبُ كل شكرٍ |
بعُرفٍ ما لعُروته انفصام | وذاك بأن أبيح فليس يُحمى |
وليس بأن أعزَّ فما يُرام | وكنتُ إذا نوى المحسانُ ظعنا |
عن الحسنى فنيتك المُقام | فإن راثَ اللفاءُ فلا تلمني |
فإن تخلُّفي عنك انهزامُ | ووكدُك طرد زَوْرك بالعطايا |
كذلك يطردُ الزَوْر الكرامُ | وكم تبعَ المولِّي منك سيبٌ |
فلم يُقدرَ له منه انعصامُ | غمامٌ جدَّ في آثارِ سارٍ |
أغدَّ سُرى فأدركه الغمام | وهل ينجو من الركبان ناجٍ |
وطالبُهُ الغمامُ أو الظلام | شكوتُ نداك لا أن قلَّ لكن |
لأن كثرتْ أياديه العظام | وأني قد بعلتُ به فأضحى |
كأن مغانمي منه غرام | كما يشكو امرؤ طغيانَ سيلٍ |
تساوى الوهدُ فيه والأكام | وما أشكوه منك إلى رحيم |
وشكري في ذَراهُ مستضام | وما لمْ تهتضم شكري بطولٍ |
فليس ينالني منك اهتضام | ولستَ بمُعتبي من بدء عرفٍ |
بغير العود ماسجَعَ الحمام | فعاودْ كيف شئت فلست أشكو |
وهل يشكو الندى إلا اللئام | ومامعروفك الممدود عني |
بمنقطع إذا انقطع الكلام | خدعتُك وانخداعك لي خليقٌ |
على الله الزيادة ُ والتمام | وقلتُ كأنني يوم بسيلٍ |
لأعلاه وأسفله التطام | ولم أبْرمْ بعرفك غير أني |
برمتُ بحملِ شكرك والسلام | وكم أنطقتني بلُهى توالت |
وما صمتي وللقول انتظامُ | وكم أسكتَّني بلهى تغالت |
وما نُطقي وللبحر التطامُ | وما ينفكُّ يلحمنا ويجري |
ندًى لك لا ينهنهه لجامُ | يُبر فنستكينُ وغيرُ نكرٍ |
إذا شُبَّ الجلادُ خبا اللِّطام | وما أعطيتَ إلا ارتاشَ حر |
وأطرق والحياءُ له كِعام | تسدُّ فُقورنا وتغضُّ منا |
فنستعفي هناك ونُستذام | ونلقى منك محتقر الهاهُ |
وحول أخسِّها قدرا يُحام | بنًى لاحاتمٌ كان ابتناها |
ولا أوسٌ وحارثة ولام | ولكن كسرويٌّ ذو فعالٍ |
له بدءٌ وليس له اختتام | فيا عجبي أأستحيي لعجزي |
وفيك لأن تسامحني اغتنام | تحب الشكر لا ما كدَّ حرا |
بل المجرى يُعاقبه المصام | متى ناقشتَ ذا شكرٍ حسابا |
فيدْخلُني من العجز احتشام | ألستَ المرءَ يكرمُ في حياء |
كأن صنيعك الحسنَ اجترام | ويكتمُ عُرفهُ فيفوحُ منه |
وليس لساطع المسكِ اكتتام | ونبخس شكره فله اغتفارٌ |
ونظلمُ ماله فله اظطلام | بلى فسقاكَ ربكَ حيثُ تُسقى |
جحاجحة ُ المروءِة ِ لا الطَّغامُ | فقد يُسقى الرجالُ وهم رسومٌ |
وقد يُرعى الرجالُ وهم سوامُ | غدا الساعون خلفك في المعالي |
كمثلِ الصفّ يقدمهُ الإمام | وسامني الزمانُ رجالَ مجدٍ |
فكنتَ نصيّتي فما أُسام | أهلَّة ُ أسعُدٍ ونجومُ يمُن |
ولكن بذَّها قمرٌ تمام | ومن يخترك لا يُحمد وأنَّى |
وقد هَدى توسُّمه الوسام | وليس وإن عداهُ الحمدُ ممن |
يقال لرأيه رأيٌ كهام | وكم متخيرٍ أمرا حميدا |
تحلى الحمدُ منه والملام | ولم أك كالتي اختارت فأضحى |
من الأسماءِ خيرتُها جُذام | بل اخترتُ الذي الآراءُ طرا |
عليه فلا هوًى سرفَ وحام | وحسادٌ سناءَك خاصمونا |
وهل في الصبح منبلجا خصام | وقالوا مافضائله فقلنا |
هي الحسناتُ مافيهن ذام | وقالوا مافواضله فقلنا |
رضاعٌ لا يعاقبه فِطام | صنائعُ في الصنائع سيداتٌ |
صنائع من سواه لهن آم | وأفعالٌ يبيت لحاسديه |
بها سمرٌ إذ هجعَ النيام | ومعروفٌ له ديوان أصلٍ |
وليس عليه من عذلٍ زِمام | فموتوا أيها الحسادُ موتوا |
بداءٍ لا يموتُ ولا ينام | ولاتبنوا مقالَ الإفكِ فيه |
فليس لما بنى اللَّهُ انهدامُ | منحتُك من حُلى الشعرِ عقدا |
غدا لك دُرُّة ُ ولي النظام | وقد قصَّرتُ لا عمدا ولكن |
بُهرتُ وعزَّني ملك همام | وما قصَّرتُ قبلكَ في جزاءٍ |
ولكنَّ المسامي ليشمام | وكل مطاولٍ لك فهو خافٍ |
خفاء الحرف لابسه ادّغام | وبعدُ فليس في ملكي عناقٌ |
وكيف بها وما عندي شبام | وما يُخشى على جملي قُلافٌ |
ولا يخشى على فرسي صِدام | هما نعلانِ جلهما انخراقٌ |
إلى خُفين جُلهما انخرام | وقد هجم الشتاء وكم لئيمٍ |
عليه الخز والوبر اللوام | وما لاقى امرؤ لاقاك قوما |
فقالوا ما وراءك يا عصام | كفاه مسائليه بيانُ نعمى |
تكلم كلما عُدمَ الكلام | وكم أغريت بالمرحوم منا |
أخا حسد لمرجلهِ اهتزام | فعش للمكرماتِ فليس يُخشى |
عليها ما بقيت لها احتزام | أضحى وزيراً أبو يَعْلى وحُقَّ له |
بعد المشارطِ والمقراضِ والجلم | قد قال قومٌ وغاظتهم كتابتُه |
لو شئت ياربِّ ما علَّمتَ بالقلمِ | ن |